صديقة الدرب : رنا
كيف هي الحياة من بعد طول غياب ٍ يا غاليه وكيف هي (المطارح ) التي أتعبناها وأتعبتنا ذهاباً وإياباً
وكيف هي حديقة الجاهلي و الطويه التي كانوا أكبر الشاهدين على نوبات الجنون والتجارب الأولى
نحن اللأتي كُنا نَسرق ُ من جيوب السنين الكثير مما نهبت به من أعمارنا بقليل من التجارب
نحن اللأتي كنا نجيد أرتداء الكثير والكثير من الأقنعة أمام كل من نصافهم كي لا نكون ذلك الكتاب المفتوح
ياااااارفيقة الدرب
مذ أن دخلنا هذه السنه الكونيه الغريبه ونحن نتخبط ُ فيها بين مواسمها التي جاءت تحمل لنا معها (كوفيد 19)
الذي فرق الأحباب وباعد الأصدقاء وزاد من الأقفال بين الحدود الصديقه بين بلادينا
آآآآه من الحنين ياااا غاليه لو تعلمين كيف أن الشوارع لم تعد كما هي وأن الشؤاطئ تحاول أن تتنفس بصوت الأطفال
لكن لا يزال من يزورها يحاول جاهدا أن تكون زيارة سريعه خاطفه وكأن الهواء الخارجي أصبح ملغوما ً يا غاليه
أنا أستيقض ُ صباحا ً فأشرع ُ الأبواب والنوافذ رغبةً في شمسنا الحنونه صباحا القاسيه في فتره الظهيرة
أسقي شجره الياسمين والليمون والفرصاد ثم أضع الماء على شرفه أحد النوافذ للحمامات والعصافير العابره
ثم أرجع إلى الداخل الآمن الذي ينصحوننا به ( أبقوا في بيوتكم لتكونوا بخير )
نحن ُ بخيرٍ يا بيوتنا لكن نُريد حقا ً أن نشعر أن هذا الكون يتنفس بأمان
ثم يا صديقتي أن كل ما أصبح يحدث من حرائق وتدمير في الأماكن الأخرى الصديقه يجعلنا نشعر بعظمة النعم التي تُحيطنا
ف الحمد لله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون
أنا بخير يا رفيقة دربي والصغيرات يكبرون بيننا وهم أيضا بخير ولا تزال زيون تسألني ( لما لا تزورنا رنا )
لعل الزياره قريبه ياااا غاليه
أو لعله اللقاء أقرب
كونوا بخير يا قطعة من قلبي يا من تزاجمين الصغيرات المستقرات في الفؤاد
لك محبتي والدعوات
وضحى