دخ ــون

تَعـَبت ْ أنْزف ْ جِـراحي {حـبر } وأدور للألــم ْ / أسْـبـَاب ْ /


:

 ..... نزار قبانى ....

أسألك الرحيلا







لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

***

بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..0

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا

***

لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..

***

لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

***

كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..





نزار قباني ..



:

اضعت في عرض الصحراء قافلتي

وجئت ابحث في عينيك عن ذاتي


وجئت اغصانك الخضراء منتشيا

كالطفل / احمل احلامي البريئاتي

:

سيدي / سيد الوفاء الاوحد

كيف هي الصباحات في عالمك الآخر

وكيف هي الليال.. كل ما أتمناه حقا ً .. ان تجد السعادة التي تحلم بها يا سيدي وان تكون بخير



:

سيدي الوفي جدا ً

أتذكرها صديقتي تلك البائسة /  التي اخبرتك عنها من قبل أيها الاوفى؟

لم تعد كل الأماكن واسعه لتحتمل قلبها

أصبحت كذاك المفجوع .. الذي يدخل بيته فيرى روح الأخرين بين حنايا مملكته ..

فيجري بأنفاس ٍ مثقله بالآنين

آنين الثكالى يا سيدي

لا أدري اي ُ حياة ٍ هذه التي تعيشها الآن.. تبدو بروح ٍ محطمة جدا ً يا سيدي ...

بالامس خرجت / كانت تقول فقط لي .. بأنها لا تود الا ان تقدم شي لروحٍ كانت طاهره

ف راحت لتزور أطفال كان والدهم قد سافر منذ فتره فبقوا بدونه

كانت سعيدة فقط لان روحه ترافقها في مثل هذه الأعمال..

ولان نيتها كان تسبقها بأن روحيهما هي المشتركه في كل شي

:

اتدري يا سيدي إن جرحها هذه المره أكبر من كل الجراح

أن يقول لها /

 لا تسأليني أبدا عن ما يجري.. خذي اخباري من هناك وتاكدي بأنها صحيحه

آآآه يا سيدي

جرح ٌ يتبعه جرح يتبعه جرح ..

لابد لها من الصمت

فقط عليها ان تصمت صدقني يا سيدي

ما فائدة البقاء اذن يا سيدي .. ما فائدته ؟

لتجرع الخذلان بمرارة أكثر ؟


ليس كل ظلم ٍ يقع علينا نستطيع سرده

هنالك بعض الظلم قد يعتبر من الذنوب يا سيدي إذا ما حكينا عنه

/

يا سيدي

إن كرامتها أهم بكثير من قلبها الجريح ..

حتى وإن غطت دماء قلبها سماء هذا الكون الفسيح

فلن يفيد أبدا ً .. أن تنادي حبيبا ً لا يسمعها

وإن تسكن بيتا لم يعد يعرفها احد فيه

وأن تعيش على ذكرى انسان فرط فيها بلا سبب يذكر

:

سألتها يا سيدي .. على ماذا هي ناويه؟

اجابتني ..

لا شي سوى انها ستكون بعيده .. لا ترغب أبدا ان تدمر ما تبقى من ذكريات كانت قد بنتها معه

ستبقى هي الطفله وسيبقى قلبها الطفل / ولن ترضى بأي شي قد يغير منها ولن تقبل

ستبقى نقيه كما عرفها

لن تجازيه بأي شي / إلا بالسماح

هي سامحته على كل شي يا سيدي .. وتركته ليرتاح بدونها

له ان يعيش حياته كما أراد

لن يشعر بالنقص/ ما زال ازدحام حياته مشتعل

ربما قد تحاصره الدفاتر والهدايا والصور ..

لكن قد يأتي يوما ما وتكون الذكريات شي من الماضي ..

او ربما قد تبتلع سلة المهملات كل الهدايا والذكريات وكل التواريخ





\

سيدي

أعلم جيدا ان حديثي عنها يزعجك وقد يغير صفوا حياتك

لكني مؤمنه جدا ً بأن قلبك الاوسع هو ما قد يحتوي طفلتك التي تحدثك عنها الان

سيدي

بالامس ( ود ) أخرجت الميداليه التي تحمل اسمك من حقيبتي

راحت تقلبها بين يديها

فركضت لها.. لأخذها منها .. وبكل تأكيد بعناد ود / لم تتقبل ان تتركها من يدها

ف بقيت أتابعها بنظري إلى ان تعبت منها و تركتها ..

ثم اخذتها وارجعتها الى حقيبة يدي

دائما كانت الميداليه رفيقة دربي إنما أذهب

:

سيدي

نفيت واستوطن الاغراب في بلدي

ودمروا كل اشيائي الحبيباتي




/

23/5/2010