يا إلهي إذن قد مرت عشرة أيام على ما مررت به ॥ وكأن الأيام الماضية كانت تقتص مني كل طاقتي
لان الموقف فعلا ً كان قد أجترني تحت الوجع والصدمة جرا ً
ربي لك الحمد
/
كانت الشمس قد قاربت للغروب وكنت في طريق عودتي إلى البيت .. أحمد ربي كثيرا ً لأني [عندما عملت الحادث ]
كنت ُ بمفردي في السيارة ॥ وإلا لكنت أخذت ُ بذنبهم معي
ربما بسبب الضيق الذي كان يخالج النفس في تلك الأيام
॥ وربما الضغط الذي بدأ يظهر كألم ٍ في ظهري بسبب ألتزامي بالعمل والدراسه
كنت لا أكتفي بمقررات الدراسه فقط ॥
بل كنت ألتزم أيضا ب دورات تدريبيه في العمل / كل هذا جعل من وقتي يستصرخ ُ أزدحاما ً
كنت ُ لا أرجع إلا الساعه العاشرة ليلا ً لأنام فقط ،، وأبدا ُ من جديد ف اليوم التالي مشوار ٌ من التعب
كانت امي تعاتبني كثيرا ً / أنتي ترهقي نفسك ِ بما فيه الكفايه॥ فأرد عليها ،، لا أحب ان أشعر بالفراغ ..
بأمانة / بعض ُ الفراغ يأتي محملا ً بذكريات مؤلمه ॥ تقلب أرواحنا بوجع
هروب ٌ من الواقع ، وهروب ٌ من الألم ॥
سأحكي ما حدث:
كنت ُ أشعر بألم في ظهري من شدة التعب ॥ وأنا كلي أمل أن ينتهي هذا الطريق الطويل سريعا ً لأصل للبيت
॥ رغم أن سرعتي لم تكن بالكثيره ساعتها
إلا اني لم انتبه بأن سيارتي كانت قد بدأت ف الانحراف يسارا ً وانا أسلك خط التجاوز واسير على الخط الأصفر من الشارع
تفاجأت بالرصيف
كانت السياره ستصطدم به
فزعت ॥ ومن فزعي انحرفت بالسيارة يمينا ً ..
فأصطدمت بسيارة كانت على يميني
ثم انحرفت بالسيارة يسارا ً من شده فزعي ॥ وظللت أصطدم بالرصيف الحديدي على الشارع
كل الأحداث كانت حالات من الأ رتباك السريع
ثم انحرفت يمينا للمره الثالثة .. لأصطدم بعمود ف أخرج بعدها خارج الشارع
حاولت ايقاف السياره
لا أدري كيف حدث كل هذا ॥ كنت أرتجف وكل روحي أصبحت غارقه بعالم من اللا وعي
حاولت الخروج من السياره بسرعه .. لكن ( جميع الأبواب كانت مقفله )
كنت أشتم رائحه عَطِبهْ من عجلات السيارة / فعلا أحسست بالفزع لحظتها
ولولا أن أحدهم جاء مسرعا ً ففتح علي الباب وأمرني بصرخه منه أن أخرج خارج السياره ॥ لعتصرني الموقف فعلا
سألني / هل انتي بخير
نعم
احد معك ف السيارة ؟
لا ، أنا بروحي
متاكده انك بخير
أنا بخير / لكن السياره التي استطدمت بها ، هل كان بها احد؟
الجميع بخير لا تقلقي
كنت اتصل بأخوتي ( جميعهم ) لم يردوا على مكالمتي / كان قد حان موعد صلاة المغرب
جميعهم ف الصلاة وأنا هنا في هذا الموقف ، أتلو صلاة روحي بيني وبين الفزع
جاءت الأسعاف / فنقلوني إلى المستشفى ثم منها إلى غرفة للعنايه ليتم الكشف علي حالتي
وانا أردد لهم / بأني بخير لا أشكو من شي
ثم اتصل بي أخي الأصغر مني / اخبرته بأني عملت حادث وانا ف المستشفى الآن ( كان البكاء يعتصر روحي ، ورغم هذا كنت صامدة ،
أستغربت من قوتي يومها إذ لم أبكي / رغم أني كنت ُ أشعر أن روحي قد انتشلت من بين أضلعي في الحادث )
حمدا ً لله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون
جاء أخوتي وجاءت امي / كان الجميع يبكي من خوفهم علي وكنت لازلت صامده
॥ كانت تنزل من عيني بعض الدموع بين الحين والآخر ولكني لم أعتبر ذلك بكاء ا ً ،،
ف بكائي بكيته فعلا عندما دخلت البيت
وأحتضنت أبي المريض الذي عجز أن يأتي معهم إلى المستشفى ، دفنت نفسي بين أضلعه
وبدأت بالبكاء ، بكيت وبكيت وبكيت
كان يحاول تهدئتي ॥ ويقبل جبيني ..
وأنا لا زلت أغرس وجعي غرسا ً بين حناياه رغبة ً مني للشعور بالأمان
كانت ليلة متعبه حقا ॥ عانيت بعدها من بعض الرضوض في رقبتي ورجلي
لكن بقيت ُ أنا تلك المصدومه من الموقف الذي مررت به
أحتاج ُ فعلا ً أن أنتشل نفسي مما مررت به
:
الجميع اجتهدوا في أن يشعروني بالأمان
॥ أصبح بيتنا يمتلئ من الصباح إلى المساء بزيارات ٍ من الجيران والأهل
وكانوا بعض جاراتنا الطيبات يتعلقن برقبتي ويبدأن بالبكاء وحمد الله على سلامتي،،
وأنا أتألم ف رقبتي بها من الألم ما يكفيها
حتى إن أحدهم همس لي ممازحا ً / أعملي صاعق كهربائي على رقبتك منعا ً للأقتراب منها ههههههههههه إلا فأنا لن تشفى أبدا ً على هذا الحال
:
الحمد لله / اليوم رجعت إلى العمل / الجميع كان يحتفل بقدومي
أحسست ُ فعلا بأني غاليه بين ناسي
:
ربي لك الفضل والمنه
شكرا ً لكل من حاول التخفيف عني / شكرا ً لكل من أفزعتهم على / شكرا ً لكل من وقف معي في موقفي هذا
شكرا ً جزيلا تأكدوا بأني أحبكم ولا أنسى وقفتكم معي ما حييت
/
د خ ــون
24/1/2010