دخ ــون

تَعـَبت ْ أنْزف ْ جِـراحي {حـبر } وأدور للألــم ْ / أسْـبـَاب ْ /



ماذا أخذنا منهم

:


صباحُك عسجد سيدي سيد الوفاء

أتمنى ان تكون بخير ..

سيدي

يقول الجاحظ ( ما تعرفه من الكتب في شهر ، لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر )



إذن ~ صباحُك زبرجد أيها الجاحظ /



لدينا أنا وأنت صفة مشتركه سأهمسها لك ذات يوم ولكن ليس الآن


فقط أشكرك لانك دعوتنا للقراءة .. وتأكد بأني أقرأ


سيدي الجاحظ


أنا الآن في جامعتي العصماء

أحاول أن ألتهم كتاب" المحاكمة " للكاتبه ليلى العثمان


هذا الكتاب أهدتني أياه الصديقة ( آمنه ) ..

أحبها جدا ً تلك الــ(آمنه ) .. وأعتبرها اختي الكبيره حقا ً

آمنه / امرأه ناضجة ، مثقفه ، بكل معنى الكلمة

قوة آمنه تكمن في ذكاؤها الهادئ وشخصيتها القياديه الحازمة.

فقط / كنت ُ دائما أردد على مسمعها " أتمنى أن أشبهك عزيزتي يوما ً ما "

:

آمنه لديها عادة ثني الأوراق عند قراءة أي كتاب



فتثني الورقه التي تود أن ترجع لها يوما ً ما ( أي أن هذه الصفحه المثنيه من أعلى تحتوي على شيء لامسها )


 
وكلما زاد مقدار حجم الثني كلما زاد ارتباط آمنه بمحتوى الصفحة


وكثيرا ً من الأحيان ألعب مع آمنة لعبه القط والفأر


فأجلسها أمامي / وأمسك أحدى كتبها وأبحث عن الصفحات المثنيه



وأقول لها / سأخبر ك الآن لماذا ثنيتي هذه الصفحه

فتبتسم وتقول / يالله إقرائي وبنشوف اذا بتكتشفي


ثم أقرأ انا الصفحة


وكثير اً ما افشل في الاستنتاج


تضحك آمنه في هدوء وتهمس لي / يلزمك الكثير يا صغيرتي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 


ماذا أخذنا منهم



 
سيدي سيد الوفاء



يقول الكاتب يوسف القعيد ( الصديق هو الشخص الآخر الذي تتعرى أمامه حتى من جلدك ،

تشعر أن دفء الصداقة يغطيك، يسترك ، ويحجبك عن الأعين )



عفواً سيدي يوسف/ ليس هنالك أصدقاء في هذا الزمن يحملون هذه الملامح


أو بالمعنى الأصح ~ لم أجد الى اليوم من أتعرى أمامه من جلدي يا سيدي


من يبدد حزني وجراحي


فألمح به نظرة تدعوني لابتسم بفرح


ويكون خيمتي التي تأويني في حالة تشرد روحي


ف أرمي عليه بثقال حمولي /


ويربت ُ على كتفي ليشعرني بالأمان بحنانه


كيف لي ان أثق بأخ ٍ لم تلده أمي وخنجر أخي لا يزال مغروسا ً في ظهري /



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ماذا أخذنا منهم



سيدي سيد الوفاء



لاننا لسنا بذاك الزمان الذي نقف به عند قارعه الطريق

لنستجدي أحساس ً بالأمان من وجوه العابرين



ولان زما ن البؤساء قد ذهب منذ أن أغلق الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو عينيه مغادرا ً هذا العالم

بعد أن خلد روايته المشهورة ( البؤساء ) والتي تعتبر من أشهر روايات القرن التاسع عشر

كان هوجو يصف وينتقد في هذا الكتاب الظلم الإجتماعي في فرنسا

بين سقوط نابليون في 1815 والثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليب في 1832.


 إنه يكتب في مقدمته للكتاب: "تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفا اجتماعيا هو نوع من جحيم بشري. فطالما توجد لامبالاة وفقر على الأرض ،  إذن كتبٌ كهذا الكتاب ستكون ضرورية دائما ".

:

غادر هوجو الحياه /

 لم يكن يرغب بأكثر من أن يلتفت المجتمع الفرنسي لتلك الفئه من المجتمع البائسه جدا ً

ليحارب الحط من قدر الرجل باستغلال جهده، وتحطيم كرامة المرأة بالجوع، وتقزيم الطفل بالجهل،


 
وإلى اليوم / لا يزال البؤس يملئ ُ وجه الوسيعه



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ماذا أخذنا منهم



اتدري يا سيد الوفاء


ان حزني البارحه قد فاق كل الاحزان


ف أرخيت ُ رأسي المثقل بالآلام وأنفجرت بأنين ٍ يشبه بكاء طفل ٍ يتيم



كنت ُ أشعر بالظلم أكثر من أي شعور ٍ أخر



:


فقط أنا مُثقلة بك  يا سيدي


ولن أستجدي الرأفه بعد اليوم



كن بخير دائما



المخلصه


د خ ــون

25/3/2010



:

أنت اليوم / لم تلتفت لروحي أبدا ً



وأنا منذ ُ البارحه / لــن ألتفت لقلبي أبدا ً



/



ربما هي السنين وحكمتها يا سيدي شأت أن تقتص من روحي

ف أهيم على وجهي أقلب الوجوه باحثة ً عنك

لعلك تهدي لقلبي أيضا ً من يشاركني فيك

ولعل قائمه المفاجاءت تجود معي / بما تخبئه جعبة أقدارك

من يدري يا سيدي من يدري

:

اخبرتك / بعض الهزائم تعلمنا الصمت

وبعضها / يلجمنا




 
وها أنا ملجمه تماما ً

ولا طاقة لي ببوح ٍ يا سيدي



:



فقط سأتمنى أمنيه واحده



ولن ابوح بها هنا



سأتركها حبيسه لروحي



لانها لن تهمك ابدا ً



مودتي لقلبك



د خ ــون

24/3/2010 



صباحك ياسمين يا سيد الوفاء

صباحك سماء ٌ غائمة ونسيم ٌ بارد / صباحُك ياسمين يغلف حنايا مكتبي منذُ الصباح


صباحك سعادة ٌ مُعلقة

صباحك فصل ربيع دائم / وإن كنا هنا لا نشعر به بالشكل المفترض للربيع

لان الحرارة تبدأ بالأرتفاع بشكل متعب عند وقت الظهيره في هذه المدينه يا سيدي

:

بالأمس كان لدي أختبار في ماده الماثمتك ( الرياضيات )

كنت ُ قد أتعبتك من قبل وأنت تشرح لي طريقه تحويل الاعداد العشريه الى كسور ثم من

 كسور الى عشريه

( اوووووووووه دار راسي وانا على 0.0012 )

 تو انا ابا اغيرها لكسر شو العمل خخخخخخخخ

أممممممم بامانه كنت أحتاج الى تنشيط ذاكرتي الراكده مؤخرا


ف أستعنا بـك يا حووووت الرياضيات /


بذلت جهدك وانت تشرح لي / يا بابا ترا ماشي الا طريقه وحده

 ( وبدأت بالشرح / وبدأت أسرح انا لاكون في عالم آخر بعيده تماما عن عالم الأرقام التي كنت ابحث فيه عن حل)

............الخ
هاه دبدوبه فهمتي

 أنا : خخخخخخخخخخخخخخ / اممممم هيه فهمت

متى الاختبار طيب

أنا : ساعه 8


يالله بالتوفيق شدي حيلك


أنا : ههههههه ربك كريم عاد

:


ومع هذا / عكينا عكه محترمه في الاختبااااااااااااااااار

:

يااااااااااارب عفوك خخخخخخخخخ / راحت علينا الفول مارك

/


سيدي عند خروجي من الاختبار كانت نفسيتي قد تدمرت تماما ً لاني أدركت بأني

نسيت رقم في المسأله الثانيه


ف بالتالي كل خطواتها التي قمت بها بعد ذلك كانت / شـــــــــــــــــــــــو ؟

كانت خاطئه بالطبع

راح علينا السؤال الثاني كله خخخخخخخخخخ

:


خرجت من الصف ف أتجهت الى المكتبه على أمل أن أنتظر أهلي ليأخذوني من الكليه


ف شاهدت مريم / أتذكرها مريم .. تلك الفتاه الطموحه التي اخبرتك عنها الكورس

 الماضي

مريم التي تعاني من أعاقه بصريه

دائما مريم نراها و ( بؤبؤه عينها تنظر للأعلى )

اتذكر عندما اخبرتك عنها لاول مره ، عندما التقينا انا وهي في المكتبه

ف ظنت اني صديقتها ( شمه ) التي كانت تبحث عنها

ف أجلستها جنبي وتحدثنا قليلا ً


مريم بامانه قصه من الكفاح


المهم / اتمنى أن تكون قد تذكرتها فعلا


البارحه عندما التقيت بها / تعانقنا انا وهي بشده

كانت تقول بأنها اشتاقت لي جدا

بأمانه وأنا ايضا ف منذ بدايه هذا الكورس وأنا لم ارها ابدا ً

حدثتني بأن والدها قد توفي منذ 3 أشهر وكانت تعاني جدا ً بفقدانه

الى ان استجمعت قواها الان


تحدثنا طويلا انا ومريم / كنت أضع يدها بين يدي وهي تتحدث

ثم رن هاتفها / كانت عاملتها تتصل لتبحث عنها ف السائق كان قد أتى ليأخذها الى


البيت

حدثتها قليلا واغلقت الهاتف

بقيت يدها الاخرى في يدي

كانت مريم تشد على يدي وتقول / انا جدا ً سعيد لاني شفتك اليوم بأمانه ارتحت بالتحدث معك


أجبتها / وأنا أيضا يا مريم ، فقط اهتمي بنفسك وبصحتك وستجديني هنا ف المكتبه

دائما كل يومي اثنين واربعاء في مثل هذا الوقت

:

ذهبتُ الى البيت وكنت احتضر جوعا ً بأمانه

فتحت لي اختي الباب

وسألت عن ود / كانت ود نائمه .. فذهبت اليها وحاولت ايقاضها بكل السبل

ولكن لا فائده

كان نوم ود اقوى من محاولاتي فتركتها تلك الطفله التي تحبك جدا ً لتنام قريرة العين

/

أخذت حمامي وأكلت ثم نمت /

:

اليوم قمت متأخره جدا ً


اخذت حمامي وبدأت في تجهيز فطوري

/

وجدت رساله من صديقتي التي جمعتني بها ظروف ٌ لا يعلم بها الا الله

ولكني وحق رب السماء والارض اني احبها جدا ً

كانت رسالتها تقول بانها في المستشفى


دائما هي تهمل في صحتها يا سيدي / وان كانت الاسباب اقوى من ضعفنا المعهود


فلازلنا لا نعترف بأننا أضعف من لحظات الفراق

أتصلت بها / وتحدثنا طويلا
ً
كانت تسألني / شو تسوي الحين

قلت لها اسوي فطور

قالت لي حظك عندك شاهي


ههههههههههههههههههههههه فضحكنا

/

سبحان الله /

الايام احيانا قد تجمعنا بقلوب تشبهنا تماما ً في أوقات وفي ظروف نتعجب جدا ً من غرابتها


احبها جدا ً تلك الشقيه التي اعتبرها توأم قلبي الثاني

نبكي سويا

ونضحك سويا

ونشكوا سويا


هههههههههههه / تتشابه الافراح والاحزان معنا دائما



اخبرتها ان تهتم بنفسها جدا ً وانهينا المحادثه على وصاياي
/

اتدري يا سيدي :


لان الحياة هي مراحل / نبحث ُ فيها عن درجات ٍ من الكمال

لكن نبقى نحن شي ٌ ضيئل جدا ً في وجه أحزاننا و لحظات الفقد

أنا اعترف / تخووني كل قواي اذا ما فكرت في شي يسمى بالفراق


تثور ذاكرتي فجاءه وأبلغ ذروة اليأس فقط لاني افكر في الابتعاد

وتنهمر كل قواي كتلك الامطار الشتويه بسبب حزن يغلف روحي

كنت قد قرأت يوما ً عباره

( لا تكن يائسا ً كرجل ، بل كن طموحا ً كإمرأه )

لن نختلف الآن في مدى صحة هذه العبارة بمقدار ما قد يحتويها من تحفيز لقلب الأنثى

دائما كان إيماني بأن طموح الأنثى  هو اكبر من أي طموح اخر

لذلك تسخر كل ظروف حياتها  لتكبر ولتتغير  حتى وإن كانت بائسه

ابعد الله عنا جميعا الاحزان


:

سيدي

بالغت بالهذيان اليوم جدا

فقط

صباحك ياسمين

وصباح صديقتي / شااااااااهي

وكونوا  بخير جميعا

أحبكم


دخون
23/3/2010













صباحك ياسمين سيدي سيد الوفاء

اتمنى أن لا يكون صباحك كصباحي اليوم
:


صباحي ينذر ُ بالألم بشكل مُزعج بسبب تلك البائسه



كل شي يُتمتم ُ ب حزن البارحه الذي طال معي

لا بأس يا سيد الوفاء

فقط سأتمنى لك صباح ٌ سعيد

/



اليوم باقه الياسمين وضعت على مكتبي منذ الصباح

فتحت مكتبي / وفاحت رائحه الياسمين /

ارتاحت نفسي جدا ً / لان الياسمين عاد يزهر

رغم ان السهر كان هو حليف ليلي بالامس

لكن لا بأس ان

أحتفي به لأجلك يا سيدي

/

سيدي أتعرفها تلك البائسه التي اخبرتك عنها من قبل

تلك الصديقه المحطمه

:

أتدري يا سيد الوفاء


كانت عالم ٌ من الأنوثه الراقيه جدا ً بشهادته

ف خلقت منه عالم ٌ جميل / ابهر الجميع

أستنزفت كل أمنيات قلبها معه ولأجله

/ لدرجه انها أصبحت على حافة الجرف من الانهيار


إلى ان أحتار هو أيضا في علتها

لفرط ما كان بها من ألم مزدحم

سعادة ٌ مسروقه ..

تكالبت عليها احزانها يا سيدي

بالامس بالتحديد .. كانت تحدثني وهي تبكي

كانت قد تعرضت لموقف مُحزن في البيت أجتث منها كل احساس ٍ بالامان

ثم زادتها شكوى صديقتها الأخرى

فـ/ راحت تبحث عنه

كانت لا ترا سوى سواد حياتها التي أصبحت بلون واحد

كانت حتى الثواني ترتعش في عالمها الصغير المزدحم به فقط



ولانها كانت مدمره تماما لم يعرفها يا سيدي



اختصر قصتها معه بعباره / أنتي لستي بالانسانه التي أحببتها من قبل

أتدري يا سيدي


معه كل الحق ان يقول هكذا صدقني في حق قلبها



أنثى يتيمه الحظ مغلوبة على أمرها ، تجر قلبها الجريح بخطوات مثقله


هل ستكون هي نفسها تلك التي خلقت له السعادة سابقاً؟


قالت لي البارحه أنه بعد أن ثار قولونها العصبي ثورة عارمه


ازداد الالم ف أضطروا لأخذها الى المشفى

غضب منها الدكتور / قال على ما يبدو انك ِ عازمه الى ان يكون معك قرحه

إلى متى سيستمر الاهمال ؟


بقيت للساعه الثالثة فجرا وهي في سريرها الابيض هناك في المشفى


نامت نوم الكأبه

قالت وهي خارجه / قررت الرحيل هذا الصباح تحديدا


 
كانت تبكي غير مدركه


هل تواعد هذا الصباح بفرح جديد ام تفتتحه بحزنها الـ دائم


/


أتدري يا سيدي



كانت تتمنى أن يسجل اسمها في سجل النساء اللواتي غيرن اقدار ~ رجل


لكنها على ما يبدو سقطت من ذاكرته فجاءه


صدقني كانت تقول بانها لا تود ابدا ان تجرحه / لكن غضبها رغما ً عنها صار


 يجرحه



لذلك واحتراماً للنهايات البائسه


قررت ان ترحل


بات صبرها يحتضر


 
ولن تمنحه المزيد من تعبها / لان أبجديتها باتت ناقصه مشلولة



 
وكل صفقاتها أصبحت فاشلة


 
أتدري يا سيدي


 
هي لا تتمنى إلا ان تبعده عن ألمها الذي باتت تسببه لقلبه



لانه بالامس أخبرها بأنه وصل لدرجه التعب من ما وصلوا إليه


لا بأس يا سيدي لا بأس


بارت بضاعتها بين يديه


وباعها في سوق الحياه


ف خسرت خُسرانها المبين


/

اتدري يا سيد الوفاء ما واجبنا الآن


فقط أن ندعوا لها


سندعوا لها ولقلبها تلك البائسه


لله در أحزانها التي لم تبقي بها عرق / فرح

:

رحماك يا رب



/

21/3/2010