:
سيدي سيد الوفاء الأزلي..
منذ ُ إن جاء الصيف والجميع هُنا يحزمون حقائب السفر ..
جميعهم يهربون من الجو الحارق في هذا الوطن
وأنت يا سيدي.. لم تأتي بك فصوله ..
لم يغريك شتاؤنا .. ولم تتمنى أن تذوق حراره صيفه
وبقيت ُ أنا وحيدة بين زوايا ضيقه .. لا تتسع إلا لِنشغالي بإسرتي وبطفلتي ( ود )
/
سافرت مريم إلى مصر ولم ترجع
وغادرت بعدها ياسمين إلى لبنان ولم يحن موعد رجوعها ايضا
حتى رفيقات الدرب ( حنان ، نوال ، وجود ، احلام ، خالصه )
أيضا أتسعت لهن أجواء صلاله عوضا ً عن جونا الحارق
وبقيينا أنا ورجاء.. نحاول أن نقضي أكثر الاوقات من بعد العمل بأحاديث تدفع الملل
ولكن الصمت يكون هو المتسيد في الجلسة دائما
..
أتدري يا سيدي ..
منذُ إن أخذك الرحيل .. وأيامي أصبحت تُعيد نفسها ..
لا تجود بي الأيام إلا بالحزن ..
حتى مكتبتي تركتها .. لم أعد طفلتك التي تنهي كل كتاب في اسبوع
خطتي التي بدأتها في قراأت المزيد من الكتب الأدبيه هذه السنه بدأتُ بالتنازل عنها رويدا ً رويدا ً
تكاسلت في تسجيل أي مادة في الصيف .. ولم أفتح اي برنامج من برامج دراستي
هناك ملل ٌ يغزوا الروح
..
سيد الوفاء ..
سيد الوفاء ..
لا زلت ُ غارقة بين قراءتك وبين سقف الكفايه في ذاك المساء وأنا أستمع :
(أتسأل ، كم ستكون الحياة عادلة لو أنها تحرمنا من كل ما لم نعرف، وكم هي قاسيه عندما
تعرَّفنا على الشيء، ثم تسرقه هو وفرحتنا به .
أين أجد بعدك ِ من تغمرني بنصف هذا الحب ، بنصف هذا العطاء، بنصف هذا الحريق؟
أين أجد امرأة ً لا تطرق الأبواب، بل تتسرب من شقوق حياتي قطرة ً قطرة ،
فلا أشعر بها إلا
فلا أشعر بها إلا
وهي منتصبة ً بكل أنوثتها في أعماقي .
لو كنت ُ واجدا ً امرأة ً مِثلك ِ ، لعقدت ُ هدنة مع الحياه ، واتفاقا ً مع القدر ، أظفر به بامرأة ٍ
تعطيني نصف ما تعطين أنت ِ ، وتأخذ هي ما أبقيته ِ أنتِ مني ، ولكني أظلم النساء لو أحببت
منهن امرأة ً بعدك ِ، أعلم أني لو وفيت ُ لها بجسدي ، ما وفيت ُ لها بقلبي ، وأنها
ستبقى طوال حياتها معي معلقة ً في ميزان ٍ مائل ، تجلسين أنت ِ وحدك ِ على كفته الراجحه )
:
سيد الوفاء الأنقى
سأترك لك هنا ( ود ) وهي تعقد أول هدناتها مع البحر..
..
..
كانت لا زالت خائفه من البحر
..
..
ثم أكتشفت انه لا يخيف
..
..
رغم انها كانت مبلله إلا انها كانت ترفع فستانها وتجري
..
..
ثم شاركها الصغير سالم اجواءها البحريه
..
..
هنا طفلتك .. وقد عقدت صداقة مطوله مع البحر
..
وهكذا كنا نحن
فقط
/
أفتقدكم جميعا .. أشتاق روحكم جميعا
فقط أنا أنتظر
دخون