دخ ــون

تَعـَبت ْ أنْزف ْ جِـراحي {حـبر } وأدور للألــم ْ / أسْـبـَاب ْ /

:

إليك سيد الوفاء الدائم

سيدي العزيز..أسمعت عن كائنٌ فضائي يـُدعى بـــ ( الوفاء ) ..؟

ربما ستكون أجابتك نعم / وقد تكون لا .. ولكن يروق لي جدا ً يا سيدي أن أنثر بين

 أقدامك كل تعاريف الوفاء أيها الفاضل

سيدي الكريم ..

أن الوفاء كائن ٌ لا محسوس يطرق ُ أبوابي صباح كـُل َ يوم .. فــأتجـاهل ُ طرقاته ..

 فيكـرر ُ الطرق مرارا ً إلى أن أقوم مُتـكالسه ،

 فأشـَرع ُ له كل الأبواب .. ليجتاح كوني بقوتة الهادرة

فيتنفسُني وأتنفسه..

 إلى أن تتشبع به كُل ذرات جسدي... ليتلاشى منه إلي ّ ..

 فأكون قد أمتلئت ُ به .. ليُحملني رسالته الخالدة .. ( فقط كوني وفيه ).

إن الوفاء يا سيدي .. لا يتركني إلا حينما يتأكد ُ تماما ً أنني قد أختزلته بأكمله في رئتي ..

 لكي لا يكون لي حجة ً بعدها / إلا بذات وفاء

سيدي العزيز..

إذا صادفت عجوزا ً واقفا ً عند موقفٍ للباصات العابره ، يحمل في كفه اليمنى رسالة

 ْ .. وتحتضن ُ كفه اليسرى ظرف تلك الرسالة ..

 فيركض ُ متعثرا ً بخطوات الكبر عند قدوم أي باص من الباصات العابرة ..

 فتزاحم ُ عيناه الوجوه.. يبحث ُ وينقب ْ ..

 ثم يـُنـَكس ُ رايات أعلامه بخيبه

(لان المنتظر لم يأتي في هذا الباص أيضا )

أعلم يا سيدي .. أن الوفاء هو من أوقفه في هذا الموقف ..

 ولا تنصدم أيها العزيز إذا أخبروك أنه يقف في هذا الموقف كل يوم أربعاء ..

 لان كاتب الرسالة كان قد خط له فيها سطر واحد  فقط


( أبي :

الأربعاء القادم سأكون معك

فقط أنتظرني )

سيدي الفاضل :

إن هذا المخلوق اللا محسوس تجده بغزاره في قلب أمي / تلك المعطاءه بلا حدود ..

حنانها يا سيدي يستصرخ ُ وفاءً ..
 دموعها في ساعه مرضي الأخير وسهرها على رأسي /

 أنا أبنتها البالغة من العمر خمسة وعشرين سنه / لازلت ُ طفلة ً في عينيها يا سيدي

أتدري يا سيدي / عندما تعرضت ُ لذلك الحادث ..

 بمجرد ما علمت أمي بالخبر أغمى عليها

فقدت الوعي يا سيدي / نعم فقدته ...

أتدري ما أفقدها وعيها ساعتها يا سيدي ...

 كانت جرعه ٌ زائده من الوفاء /هزمتها/ ف أفقدتها الوعي ..

هو الوفاء ُ هكذا يا عزيزي / بــِكــُل درجاته يبني لك عــَولم ْ من العطاء اللا محدود..

سيدي المُبجل ْ..

إن الوفاء هو ما دفع  زوجة( المرحوم خالي ) الصغيرة السن أن تبقى إلى الآن بلا زواج
 بعد وفاة خالي وهي التي لم تـُكمل ُ ثمانية أشهر من زواجها به ،

 مات خالي وطفله كان بالكاد في طور تكونه في رحمها

أخذه منها حادث ُ سير يا سيدي /

 ولكن وإلى اليوم ..و هي لا تزال تعيش في بيت جدتي برغم كل محاولات أهلها بتزوايجها من بعده ..

سيدي الفاضل أنها إلى اليوم لا تردد سوى ,,

 ( مستقبلي هو طفلي فقط وفي صوني لذكرى زوجي )

الآن طفلها يبلغ ُ من العمر اربعة سنين وهي لا ترى إلاه في كونها بأكمله

هنا الوفاء من نوع ٍ خاص يا سيدي ، قد لا تستوعبه أبدا ً

لكن صدقني هذا وفاء ٌ نادر .. قد لا يتكرر كثيرا ً أيها العزيز

/

كيف ترا الوفاء الآن يا سيدي

ألا زالت ملامحه غامضة ٌ لديك /

لا بأس إن لم تستوعبه بعد

لكن أطمئن

سـَأُكمل ُ معك مشوارنا مع الوفاء لكن ليس الآن

لان الوفاء يناديني / لإداء بعض الطقوس الدينيه /

فقط كن قريبا

لك مودتي سيدي

دخ ـــــــــون

16/2/2010

0 التعليقات:

إرسال تعليق