دخ ــون

تَعـَبت ْ أنْزف ْ جِـراحي {حـبر } وأدور للألــم ْ / أسْـبـَاب ْ /





:

كم من العمر يلزمني حتى تصل

وكم من جرعات الصبر لابد أن أتناولها سرا ً لتدرك إنني لا زلت ُ أنتظر

ألم يكفيك ثمن ُ عمري لتدرك انني أنتظرك

:

أنتظرك بكل اللغات الأنتظار أيها الحلم

انتظرك مثل ما كان أبو ناصر ينتظر وحيده وهو يقلبه الشوق

سأتركها هنا لك

قصتي القصيره  ( موسم ٌ بلا ذات وفاء )  كنت قد نشرتها مسبقا في جريده الوطن

 ( ملحق مرافئ )

:

موسم ٌ بِلا َ ذات ِ وفاء




(أبي ..

الأربعاء القادم .. سأكون ُ معك .. فقط أنتظرني )

إبنك ناصر



للمرة الألف يقرأ رسالة إبنه بشوق ٍ مخنوق وكأن عيناه تعانق حروف الرسالة لأول مره ..

للمرة الألف كان يجدد ميثاق الوفاء صباح كل يوم ، وكأنه يجوب في ممكلة من الوفاء

 العتيقه فيسلك فيها مسارات سريه لا يسلكها إلا قلب ُ أب تزاحم في صدره شوق ٌ

محموم لوحيد ٍ له أخذته رغبته في بناء عالمه الخاص .. وهو يردد

{ أشعر أن مستقبلي في السفر يا أبي .. فقط أسمح لي }



بأي الضمادات يمكن أن نُضمد ظمئ الروح الذي بات نزيفه يأكل من الجسد والنفس

معا .. حتى بات الحنين هو زاد الصباح المر وونيس المساء الطويل الموحش ..

ها قد جاء الاربعاء للمرة العشرين .. وذلك الكرسي الخشبي الطويل المزدحم بالاجساد

 التي أثقلها الشوق لأبناء وأعزاء فارقوهم ..

الجميع ُ ينتظر .. عيونهم تسابق مرور السيارات السريع وهم في ترقب يمزق أحشاء

 الصبر بإنتظار الحافلة .. وكل ما جاءت حافله يبدأون بالتسابق إليها .. ليتفرد كل

ذي عزيز بعزيزه ..

هكذا كان حال أبو ناصر .. يكرر مسيره الظفر للقاء وحيده .. يزاحم الوجوه بجسد أنحله الشوق وأعياه الحنين ..

 تحتضن يمناه عصاه التي باتت لا تعرف إلا مسام جلده الطاهر ويده اليسرى

لازالت تحتفظ برسالته ..

وكالعادة كان يرجع بخُفى حُنين .. { ان ْلا عودة .. ومزيدا من الأنتظار}



فـ يرجع يجر أحزانه جر المثقل الذي تزاحمت حوله الهموم ف كبلت قدميه قيود الألم وهو يتجرع

مرارة التساؤلات التي تكاد ُ تفتك بروحه وعقله وجسده ..

 { لما لم تأتي يا ناصر .. إي ُ يوم أربعاء كنت تقصد ؟ إلى متى ترغب في أن

أنتظر؟ .. وهذا العمر وحبله القصير .. هل سيفي لهذا الشوق إلى أن ألقاك يا ناصر..

 وأي صمود هذا الذي يُمكن أن أتزود به .. ليمنحني أياما ً جميلة أهنى ُ بهابقربك ؟

جاءت قوافل كل الأيام يا ناصر إلا قافلة أربعاءك الحزين يا بني}



مرت الحافلات جميعها

وكالعاده ..

لا عوده ..

تطايرات الأجساد .. مُخلفة وراءها كرسي ٌ خشبي وشيخ ٌ تحتطبه نار الشوق فتزيد

 أشتعالها في جوفه وهو يئن ُ آنين الثكالى حُرقه وخوفا ً على إبنه ..



بدأت أنوار الشوارع تخفت رويدا رويدا ً وروح الشيخ المُتعبه تُقلب الورقه التي أهلكها

 قلب ٌ مُتعب يعيش ُ كل مواسم حياته في سطر واحد خطه إبنه إليه ..

 وهو ينتظر الأربعاء الذي رحل ولم يأتي بوحيده ..



تثاءب المساء وجاء الصباح يطرق ُ كل أبواب التفاصيل الحزينه معلنا ً بدايه يوم ٍ

جديد .. بدايه يومٍ تطفو على سطح دقائقه كل ألوان اللا وفاء .. فتغتسل الروح من بئر

ٍ واحد وتستسقي من كوب ٍ واحد ....أن لا وفاء بعد هذا الصباح .

وبدأت حركه الماره .. ثم يتزاحم الجميع .. ملبين لصوت أحدهم .. وهو يصرخ ُ

بصوت ٍ عال( يا ناس .. أرجوكم .. الشيخ النائم على الكرسي الخشبي بلا روح .. اطلبوا الأسعاف .. بسرعه أرجوكم )



تتزايد الايادي مقلبة ً الشيخ ومسقطة الرساله من بين ردائه ... فتحملها الريااااح


لتتكفل ُ بالبحث عن وحيده وعن الأربعاء القادم .




لم يأتي الأربعاء يا ناصر .. ولم يأخذك إلا حلم ٌ بات يسرق كل أوراق السعادة من


صدر شيخك الجليل .. ليتساقط عمره بانتظار أربعاءك القادم



أربعاءك الذي اصبح كالرحى التي كانت تطحن ُ كل ثواني عمره في دفتي شوق ٍ صاخب.

أنتهت كل أيام السنه يا ناصر وشيخك لم يظفر بإربعاءك بعد .




انتهت

بقلم : دخون

23/9/2010

0 التعليقات:

إرسال تعليق