دخ ــون

تَعـَبت ْ أنْزف ْ جِـراحي {حـبر } وأدور للألــم ْ / أسْـبـَاب ْ /

:


أيها العيد القادم بكل ألوانك الرماديه ..

عذرا ً أيها العيد .. اقصد .. بكل ألوانك المتدفقه بالحياة

لا بأس .. فقط أعذرها طفلتك يا عيد.. فما عادت هنالك لديها أي ُ أيقونه تحمل في أبعادها ألوان


سوى ذلك اللون الشاحب الجميل

:

هاقد عدت يا عيد ..

ها قد عدت وحملت لي بين جعبتك .. كمية كبيرة جدا ً من الهديا

وأنت تهمس لي .. أفتحيها يا طفلتي .. ولكن إياك ِ والدموع

فأنظر عليك يا عيد بعيون يملؤها الخوف .. وترتجف شفتاي وأنا أسألك؟؟

وما هي هدايا هذا العيد يا عيد؟

أرجوك لا طاقه لي بمزيد من الحزن

هاهي روحي قد أكتفت وأنطفئت تماما ً .. لا بل وتشبعت من كل هدايا حزينه

:

سيدي العيد

البارحه كانت صغيرتي ( ود ) تبكي .. لمجرد أن ترى أختها ( جميلة ) وهي نائمه بين يدي امها


وقامت غاضبه ونامت على ارض الغرفه الرخامي البارد


قمت لها وانا احاول ان اهدئ ثورتها وحزنها واحساسها بالغيره


قامت تبكي بشده وهي تقول ( مااريد جميله .. مابدي .. جميله ما حلو)

هههههههههههه

احتضنتها بقوه وانا اهمس لها ..( حبيبتي .. هذه اختك .. انتي فقط حلوه .. تعالي يا حلوتي ف جميله لن تنام الا وانتي معها)


لكن ود لم تستجب لكل محاولاتي

ثم تركت اختي (جميله ) على السرير وجاءت محاولة لتهدئ ( ود)

وذهبت انا ( للصغيره جميله )

ثم صرخت ود مره اخرى ... لا تريدني ان ألمس اختها


ياااااااااااااااااااااااااااالهي ما العمل الآن ؟؟

ود لا تزال تشعر بالغيره .. ولم تتقبل فكره وجود أختها ( جميله ) بيننا

رغم أننا نحاول جميعا جاهدين ان لا نشعر ( ود ) بأي اختلاف يذكر

:

اتمنى يا عيد .. أن تهدأ ( ود ) قريبا وترتاح نفسها لأختها الصغيرة وتتخلص من أحساس الغيره هذا

:

أتعلم يا عيد

أنني في حضورك القادم هذا ولأول مره في حياتي .. لم أتجهز لك

خانتني كل ظروفي في حضورك هذا

لا أدري متى أنتهي من اقساط السيارتين ؟ .. او بالمعنى الاصح .. متى ينتهي قسط احدى السيارتين لأتاح قليلا

لا بأس ان اتكفل بواحده فقط .. دون الاثنتان

ألتزامات .. ألتزامات .. ألتزامااات ... وقائمه طويله جدا جدا ً من المتطلبات الاسريه

يا إلهي .. وكيف لي ان استقبل العيد وعقلي لا تتزاحم فيه الا تلك الحسابات المفاجئه التي تظهر لي حتى في الاحلام

هههههههه

/

اول امس أتيت الى الدوام وانا أنادي زميلتي ( مريم ) .. أخبرتها بأني حلمت حلم جميل جدا ومحزن ايضا جدا ً ولكنه لم يكتمل


سألتني مريم وما هذا الحلم ؟

قلت لها .. اني حلمت .. بأن هناك رجل يدعى راشد من الموارد البشريه اتصل بي وبشرني بزياده لي في الراتب

هههههههههههههههههههههههههههههههه

( من كثر ما متدمره ميزانيتي هالأشهر .. صرت احلم بالزياده ) ههههه

المهم .. وقال لي راشد هذا .. ان نوع زيادتي من الدرجه الثالثه

وأنه يجب علي ان اتابع الموارد البشريه ضروري وبدون اي تأخير ليتم تثبيت الزياده

ثم كرر لي مسأله انه يجب علي بعد انهاء الاوراق ان أجلبها له بنفسي الى مكتبه

المهم

ذهبت الى الموارد البشريه .. ووقعت على الاوراق ثم ...

ثم ...

ثم .. قمت من الحلم

ههههههههههههههههه

احسست ساعتها بالحزن ..

اممممممممممم يجب ان اعود للحلم لكي اسلم راشد الاوراق ليتم التثبيت فعلا

/

وهنا

ضحكت مريم .. وهي تقول لي .. معقوووول ياربي لهدرجه عاد وصل ارتباكك المادي الى الحلم


قلت لها بحزن .. تخيلي؟ مدري متى ممكن اخلص من كل المسؤوليات اللي علي ؟

ههههههههه

ربي لك الحمد

/

اليوم اخر يوم لنا في الدوام

ولن نستأنف دوامنا الا بعد اسبوع من الاجازه

لابد لي من السفر اذن

:

آآآآه لا أدري بأي روح سوف أقضي عيدي القادم ..

/

إذن كل عام والجميع هنا بخير

كل عام وقلوبكم تحتضن أرواح من تحبون

وكل تشرين وروحه الطاهره بخير سيدي النقي جدا ً

سأحتفل في ذلك اليوم وسأشعل الشموع .. تأكد

وهنا فيروز تغني لروحك

/

طفلة العيد

دخون



مخرج



غِبْ يا هلالْ

إنِّي أخاف عليك من قهر الرِّجالْ

قِفْ من وراء الغيمِ

لا تنشر ضياءَك فوْق أعناق التِّلالْ

غِبْ يا هلالْ

إني لأخشى أنْ يُصيبَكَ

- حين تلمحنا - الخَبَالْ

أنا – يا هلالْ

أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقتُ أسْرتنَا الكريمَةْ

لي قصةٌ

دمويَّةُ الأحداثِ باكيةٌ أليمة

أنا – يا هلالْ

أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ

أنا مَنْ وُلِدْتُ

وفي فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ

شاهدتُ يوماً عنْدَ منزِلِنا كتيبَهْ

في يومِها

كانَ الظلامُ مكدَّساً

مِنْ حول قريتنا الحبيبةْ

في يومِها

ساقَ الجنودُ أبي

وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ

وتَجَمَّعَتْ تِلْك الذِئَابُ الغُبْرُ

فْي طلبِ الفريسَهْ

ورأيتُ جندِّياً يحاصر جسم والدتي

بنظرته المُريبَهْ

مازلتُ أسْمع – يا هلال –

ما زلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي

وهي تسْتجدي العروبَهْ

ما زلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ

صانتْ به الشرَفَ العظيمْ

مسكينةٌ أمِّي

فقد ماتتْ

وما عَلِمتْ بموْتتها العروبَهْ

إنِّي لأَعجب يا هلالْ

يترنَّح المذياعُ من طربٍ

ويَنْتعِشُ القدحْ

وتهيج موسيقى المَرحْ

والمطربون يردِّدون على مسامعنا

ترانيم الفرَحْ

وبرامج التلفاز تعرضُ لوحةً للْتهنئَهْ

( عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ )

والطفلُ في لبنانَ يجهل مـنْشَأهْ

وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ

والّلاجئونَ

يصارعوْن الأوْبئَهْ

غِبْ يا هلالْ

قالوْا :

ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ

عيدٌ سعيدٌ ؟؟!

والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةََ الثَّرى

بدمِ الشَّهيدْ

عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ

هرمتْ خُطانا يا هلالْ

ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ

غِبْ يا هلالْ

لا تأتِ بالعيد السعيدِ

مع الأَنينْ

أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ

أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى

وأثوابٍ جديدَهْ ؟

أتظنُ أنَّ العيد تَهنئةٌ

تُسطَّر في جريدهْ

غِبْ يا هلالْ

واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ

وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ

اطلعْ علينا

حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ

ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ

اطلع علينا بالشذا

بالعز بالنصر المبينْ

اطلع علينا بالتئام الشَّملِ

بين المسلمينْ

هذا هو العيد السعيدْ

وسواهُ

ليس لنا بِعيدْ

غِبْ يا هلالْ

حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ

فهناكَ عيدٌ

أيُّ عيدْ

وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ









0 التعليقات:

إرسال تعليق