:
هذه التدوينة / مضى عليها أكثر من أسبوعين ..
عندما كنت ُ هناك .. مع والدتي في إحدى المستشفيات / البائسه
:
سيدي
أيها الحاضر الغائب
:
عندما تدخل أروقة هذا المستشفى .. تجد ُ نفسك تعقد هدنة مع الألم
تتعرف على الآنين الموجع
تتواجه مع دموع صادقه .. ذُرفت بسبب مرض وحاجة لا يعلمها الا الله
:
الطفل عمار البارحه .. لم ينم طوال الليل .. ورغم اني لا اتذكر فعلا متى غفوت
إلا انني صحوت فجاءة على صراخه
بدأت اتقلب على فراشي .. لأكثر من نصف ساعه .. لعل إبن السنة واربع شهور يهدأ
ولكن عبس ياسيدي
ضاق بي بيت الصبر / وفتح النوم الباب عيني وهرب دون رجعه
كانت الساعه الثالثه فجرا
قررت الذهاب الى عمار.. ما زالت كل محاولات والدته بأت بالفشل
لعله يستجيب لي
وفعلا .. ذهبت إليه وحملته ..
هدأ عمار قليلا ثم رجع للبكاء ..
كان عمار صائما .. وكان على والدته ان لا ترضعه الحليب
\
لان عمليته صباحا لذا يتوجب عليه ان لا يأكل او يشرب شيئا
وبعد أن أرهقني .. وارهق صبر أمه .. وأرهق أسماع كل من في الغرفه
استجابت الممرضه .. ل بكاءة وعلقو له كيس المغذي
:
لا ادري كيف يصوم ابن السنه والاربع شهور
؟
/
اليوم ادخلوا والدتي إلى غرفة العمليات الساعه 9 صباحا
أكلني الأنتظار يا صغيري ..
وجدني وجبة دسمه على بساط وحيد
لا يحويه سواي وسواي
لم يكن معي احد
مرت التاسعه والعاشره والحادية عشرة
وبدأت البكاء عند الثانيه عشرة
كنت خائفة عليها جدا / كان الطبيب قد أخبرني امس ان مدة العملية ساعه واحدة فقط
ثم تعتصرني أربع ساعات ..؟؟؟!!!!
لا أدري من أين أجلب لروحي طاقه وانا اقف وحيدة امام باب غرفه العمليات
شعرت ان الأنتظار نصب لي فخ عميق .. سقطت ُ فيه ولم أخرج
:
اخرجوها والدتي عند الواحدة
أمسكت يدها / وندهتها ..
أمايه؟؟
ثم ضغطت امي على يدي بقوة
وهدأ روعي
يااااااااااااااااااااااااااااا أمي .. جعل روحي تفداك
:
تم تحويلنا بعدها من تلك الغرفة البائسة إلى غرفة أكثر بؤسا
هناك كان عمار يبكي فقط ليلا
ولكن في الغرفه الجديد
تفاجأت ب محمد .. الذي فتح فمه فلم يسكت
لم أستطع تمييز هل نحن في جناح الجراحه نساء / أم في جناح الجراحة أطفال
كان محمد
يبكي ويبكي ويبكي
كان يقول / أبا مااااااي / أباا ماااااي / أبا مااااي
فهمت ان محمد هو الاخر في مرحلة الصوووم
ههههههههههه
صداااع / ولا نوووم / ولا هدوء ..
حتى أمي أزعجها بكثرة بكائه
كم هي قوتك مدهشه يا محمد ف البكاء
ثلاث ساعات متواصلات
اووووف
انتفخت روووحي حتى تمنيت لو انني تحولت إلى بالون فأهرب من هذا المكان البائس
صدقني يا صغيري
في هذا المكان
تتنازل عن كل الأحلام باكرا
فقط تستيقظ رغبه واحده / متى تحيين ساعة الخروج من هنا
"
خُلاصة الحدث
تُعلن ُ توبة نصوووح .. بعدم العودة إلى هذا المستشفى ما حييت
هناك تجد ../ أن المرض ليس كالمرض المعتاد
وأن الروح تضيق بين فرجة أمل وأخرى
هناك فقط
تتقنع بقناع من فولاذ أسمه صبر
وترتديه / حتى تخرج ُ من بين غرفة تكتض ب 6 أسرة مرضى
وقد تزيد
:
كونوا بخير أصدقاء الروح
كم أحبكم
د خ ـــون
0 التعليقات:
إرسال تعليق